صنعت سلسلة Resident Evil لنفسها هوية معقدة إلى حد ما على مدى العقود القليلة الماضية، حيث عُرفت السلسلة منذ بدايتها بتقديمها لتجارب رعب البقاء الكبيرة والتركيز على عنصر الخوف والفزع، مع تغيير توجهها في العديد من الأجزاء.
إذ بدأ ذلك التغيير والخروج عن نهج الألعاب الكلاسيكية والكاميرا الثابتة مع جزء Resident Evil 4، الذي كان نقلةً نوعية في السلسلة وتركيزاً أكبر من Capcom نحو نمط الأكشن المختلط مع الرعب، والذي لاقى نجاحًا كبيراً آنذاك. ثم صدرت عدة أجزاء لاحقة بنفس النمط إلا أن صدر الجزء السادس الذي فشل فشلاً ذريعًا حسب آراء النقاد والكثير من اللاعبين، الامر الذي دفع كابكوم للعودة مرة أخرى إلى جذور السلسلة والتركيز الرئيسي على عنصر الرعب، وقد حققت ذلك بكل نجاح مع الجزء السابع وبطله إيثن وينتر.
لكن يبدو أن Resident Evil 9 الغير معلن عنها رسمياً حتى لحظة كتابة هذا التقرير، سيكون بمثابة تحدي اخر جديد ويخرج عن بعض تقاليد الألعاب الكلاسيكية وما تشتهر به السلسلة العريقة، وذلك وفقًا لبعض الشائعات الأخيرة، خصوصًا التي تشير بعضها الى كون اللعبة ستجري في عالم مفتوح، وقد يبدو هذا بمثابة تطور طبيعي لبنية الجزء السابق Resident Evil Village الأكثر انفتاحًا بالمقارنة مع سائر الأجزاء الأخرى في ريزدنت إيفل، لكن هذا التطور الكبير قد لا يأتي دون عواقب، حيث أنه سيمس ببعض آليات وسمات أسلوب اللعب الأصلية للسلسلة، مما قد يمثل ابتعاداً بعض الشيء عن جذورها الأصلية، ومكانتها البارزة بين ألعاب رعب البقاء.
قد يقيد العالم المفتوح قدرات وعناصر الرعب في اللعبة بشدة
عشق الكثيرون ألعاب Resident Evil أولاً وقبل كل شيء لما قدمته من عناصر رعبٍ وفزع وموسيقى تجسد الشعور بالرهبة لاسيما في قصر سبنسر وقسم شرطة مدينة الراكون الذي يعج بالتهديدات البيولوجية. وقد كان كل ذلك الركيزة الأساسية المحبوبة لريزدنت ايفل، حيث كانت متعة إدارة العناصر والأدوات والذخيرة التي يمتلكها اللاعبون لا يضاهيها شيء، لاسيما ندرة الرصاص وعناصر الشفاء المحدودة ومساحة المخزون الضيقة التي تحتاج إلى الترقية لتوسيعها أو الوصول إلى صندوق الأمانات لوضع أغراضك وأشيائك بها.
وتضع الغالبية العظمى من ألعاب Resident Evil قيودًا واضحة على اللاعبين وما يمكنهم حمله والعثور عليه من العناصر الشحيحة ضمن مساحاتٍ وممرات وغُرفٍ ضيقة ومعدودة، مما يجعلهم يتخذون باستمرار قرارات صعبة بشأن أفضل السبل لاستخدام الكمية المحدودة من الإمدادات، لذا قد يكون العالم المفتوح فكرةً خطرة تؤثر بشكلٍ كبير على وقع التجربة، وقد تتسبب برد فعلٍ كبير لا يُعرف بعد ما إن سيكون إيجابيًا أو سلبيًا، حيث ستحرم اللاعبين نوعًا ما من اتخاذ القرارات الصعبة المذكورة وما يبقيهم دومًا على أهبة الاستعداد.
كلما كانت سلسلة Resident Evil أكثر تسامحًا مع مواردها في بعض الأجزاء مثل السادس، كلما أدى ذلك تاريخيًا إلى تجربة أكثر خيبة للآمال، وجعلها تبتعد عن كونها لعبة Resident Evil أصلية، على الرغم من أن الألغاز والوحوش المخيفة والحوار المبتذل ورؤية الكثير من الدماء هنا وهناك كلها ميزات وسمات أساسية في سلسلة Resident Evil، إلا أن كل ذلك لا يمتلك نفس التأثير على أسلوب اللعب والأجواء مثل ما يفعله أسلوب إدارة الموارد المحدودة.
قد تواجه Resident Evil 9 صعوبة في تحقيق التوازن بين العالم المفتوح وأسلوب إدارة الموارد
ادعى المسرب البارز Dusk Golem قبل بضعة اسابيع فقط على صفحته في منصة X، بأن Resident Evil 9 ستبنى على الأساس الفني للعبة Dragon’s Dogma 2، ملمحًا إلى أن الجزء الجديد في سلسلة الرعب طويلة الأمد يمكن أن يعتمد على هيكلية العالم المفتوح، وإذا كان هذا صحيحًا، فقد تجد اللعبة صعوبةً نسبية في تحقيق التوازن في آلية إدارة الموارد المحدودة التي تشتهر وتعتز السلسلة بها.
تم تصميم الغالبية العظمى من ألعاب Resident Evil بعناية للتأكد من أن اللاعب لن يكون لديه سوى القليل من الذخيرة أو العناصر العلاجية للبقاء على قيد الحياة بشق الأنفس. وقد تمكنت الألعاب السابقة من القيام بذلك عن طريق وضع عناصر محدودة بشكل مدروسٍ ومقصود على طول مسار اللاعب، ولكن إذا انتقلت اللعبة القادمة إلى نمط العالم المفتوح، فلن تكون قادرة على ضمان اتباع جميع اللاعبين لهذا المسار المثير والمحبوب نفسه.