في ظل هذا الأداء التجاري لأجهزة Xbox Series “الذي لم يحقق طموحات العملاق الأمريكي أمام منافسيه” تُثير التسريبات حول إصدار حصريات Xbox على بلايستيشن تساؤلات حول مستقبل الشركة. فما هي دلالات هذه الخطوة؟ وماذا سيحدث لمنصات اكس بوكس؟
هل ستصدر حصريات Xbox على PlayStation؟
مع كل ما طرأ مؤخرًا من تقارير وتسريبات من قبل بعض الأشخاص المطلعين على أخبار الصناعة، فإن جميعها ينصب في طريق واحد يعود الى بدء مؤشرات ظهور التغيرات الجذرية في استراتيجية مايكروسوفت التي خططت لها من البداية، ففي السابق، كانت الشركة تُركز على جعل حصرياتها ميزة لجذب اللاعبين إلى منصتها.. لكن الآن، يبدو أن مايكروسوفت تُدرك أن توسيع نطاق الوصول إلى ألعابها قد يكون أكثر ربحية واستمرارية.
تأثير تحول مايكروسوفت الى طرف ثالث
في حال صدقت الشائعات، فقد يكون لهذا القرار تأثير كبير على مستقبل Xbox، فمن ناحية قد يؤدي إلى زيادة مبيعات الألعاب واشتراكات خدمة Xbox Game Pass. لكن من ناحية أخرى، قد يُقلل من جاذبية أجهزة Xbox، خاصةً إذا لم يتم تقديم ميزات حصرية أخرى.
من المحتمل أن يكون هذا القرار قد جاء في الوقت الذي تعاني فيه Xbox من أداء تجاري ضعيف، حيث صرّحت المديرة المالية لمايكروسوفت أن مبيعات Xbox Series X/S أقل من المتوقع، وأن الأداء ليس متساويًا عندما يتعلق الأمر بأداء الأجهزة.
مستقبل مايكروسوفت مع منصات Xbox وألعابها الحصرية
ساعات قليلة تفصلنا عن انقشاع هذا الضباب، حيث ستكشف مايكروسوفت أخيرًا عن استراتيجيتها لمستقبل العلامة التجارية مساء هذا اليوم، وسيكون موعد بث بودكاست Xbox اليوم الخميس الموافق لتاريخ 15 فبراير الجاري، وسيحضر كل من رئيس قطاع الألعاب في الشركة فيل سبنسر، وسارة بوند وماتي بوتي، وبالطبع طالما أن هذه الأسماء الكبيرة المعروفة في الشركة ستكون موجودة، هذا يعني بكل تأكيل أننا سنحصل على معلومات هامة للغاية.
من المتوقع أن تُقدم الشركة مزيدًا من التفاصيل حول خططها لإصدار حصرياتها على PlayStation، بالإضافة إلى ميزات جديدة لجذب اللاعبين، ومن شبه المؤكد أن الشركة ستستثمر في منصات أخرى والبداية بالطبع مع Hi-Fi Rush و Sea of Thieves.
تحول مايكروسوفت الى شركة طرف ثالث!
وصلت إلى مسامعنا العديد من التصريحات والإعلانات التجارية في أكثر من مناسبة أن ألعاب اكس بوكس ستكون في كل شاشة، وذلك بالإعتماد على خدمة Game Pass والبث السحابي، وكانت ترفع شعار اللعب في كل مكان، وهذا إن دل فإنه يشير الى أن مخططات عملاق ريدموند في الأساس لا تعتمد على المنافسة التقليدية، ودليل ذلك أن سبنسر بنفسه أكد في أعقاب جلسات المحكمة، وحيثيات الاستحواذ على Activision Blizzard، أن مايكروسوفت لا تستطيع منافسة سوني بالنموذج الحالي.
تشير الشائعات الجديدة إلى اجتماع داخلي عُقد في داخل أروقة شركة مايكروسوفت، حيث ناقش قادة اكس بوكس مستقبل المنصة، وخلالها طمأن رئيس قطاع الألعاب الموظفين بشأن خطط الشركة حول إصدار أجهزة Xbox جديدة، كما تحدثت سارة بوند رئيسة استوديوهات ألعاب اكس بوكس، عن مستقبل قسم الألعاب في الشركة، وبالطبع يؤكد حضورها على التزام مايكروسوفت بتطوير الألعاب واهتمامها المستمر.
هل خدمة Game Pass غير مربحة الى هذا الحد؟
تحدثنا عن هذه المسألة في أكثر من مناسبة، ويمكن أن نصيغ الاجابة الآن على شطرين، وأولها أن الخدمة قد لا تكون مربحة بشكل مباشر، حيث يكن أن قد تُغطّي تكاليفها التشغيلية، لكنها قد لا تُحقق أرباحًا كبيرة.
ثانيها أن خدمة Game Pass ستصبح مربحة بشكل كبير، بل يمكن أن تُساهم في زيادة قاعدة مستخدمي Xbox، ستُحفز اللاعبين على شراء منصات الشركة واشتراكات Xbox Live Gold، بل حتى انها ستُشجع المطورين على نشر ألعابهم على الخدمة، ولكن عائق ذلك هو قاعدة مستخدمي الجيم باس التي لم تصل الى ما كانت تطمح إليه الشركة وهو 100 مليون مشترك.
توقعاتنا لمستقبل الشركة
مايكروسوفت تواجه خيارين رئيسيين للتعامل مع لاعبيها الأوفياء والضغط الإعلامي، ويمكن أن يكون هناك إحتمالين لا ثالث لهما مطروحين على الطاولة أمامها، خاصةً في ظل التحديات التي تواجهها الشركة.
الاحتمال الأول: يمكن أن يكون بعدم المخاطرة بمبيعات أجهزة Xbox المستقبلية، وإرضاء قاعدة مستخدميها من خلال ايجاد التوازن بين تحقيق الأرباح من خدمة Game Pass والحفاظ ي نفس الوقت على قيمة علامتها التجارية، وذلك من خلال طرح ألعاب لفترة مؤقتة على منصاتها، ثم إصدار هذه الحصريات بشكل انتقائي وعلى حسب الحاجة الى المنصات المنافسة من أجل تحقيق المزيد من الأرباح وضمان استمرارية الخدمة. وهنا الكل سيكون سعيدًا.
لكن يبقى السؤال المطروح هنا، هل ستقبل شركة سوني بعرض هذه الألعاب على منصة بلايستيشن بسعر 70 دولار بعدما كانت متوفرة مجانًا على جيم باس؟!
الاحتمال الثاني: وهو المستبعد الى حد ما، يمكن أن تعلن مايكروسوفت رسميًا عن التغيير الجذري في استراتيجيتها، وذلك بالتحول الى شركة طرف ثالث “بطريقة أو بأخرى” مع استمرار دعمها لوحدات التحكم الحالية، والحصول على المزيد من المكاسب من جراء مبيعات الألعاب الحصرية على منصات أخرى.
على كل حال، يمكننا أن نرى أن مصير قطاع الألعاب لدى الشركة قد أصبح بين قاب قوسين أو أدنى، و يبقى أن نرى كيف سيؤثّر هذا القرار على مستقبل Xbox، لكن مهما كانت النتائج، فمن المؤكد أنّه سيكون له تأثير كبير على صناعة ألعاب الفيديو.