كلما طرح المطور العملاق Rockstar لعبة جديدة، يشعر الجميع بأن صناعة ألعاب الفيديو تتفوق مرةً أخرى على نفسها، وبالنظر إلى سجل مطوري الشركة الرائدة الحافل بالإنجازات والعناوين الاستثنائية التي لا تُنسى، من السهل أن نفهم سبب حصولها على هذا التقدير الكبير من عشاقها، ومدى ضخامة تطلعاتهم للجزء القادم GTA 6، حيث أصدرت Rockstar العديد من الألعاب التي حصلت على ردودٍ كبيرة وتم وصفها بأعظم الألعاب التي رأيناه على الإطلاق من الكثير من اللاعبين والنقاد على حدٍ سواء.
وبصراحة هناك عدد قليل جدًا من شركات التطوير التي قامت بالارتقاء بالصناعة بأكملها ووضع معايير جديدة لها بشكل متكرر وثابت كما فعلت Rockstar، وهذا ما جعل الكثيرين يتساءلون إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه الشركة العملاقة، وكيف لها أن تبهرنا في عملها الكبير المرتقب في العام القادم، وتتفوق على إنجازاتٍ هائلة مثل Grand Theft Auto 5 و Red Dead Redemption 2، التي تعتبر من أعظم الألعاب على الإطلاق، لذا سنتكلم في مقال اليوم عن الجوانب التي يمكن لروكستار أن تتعلمها من ألعابها الكبيرة السابقة المذكورة، وتتفوق عليها في GTA 6.
التركيز على تقديم قصة أصلية ومثيرة إلى النهاية
تحذير من احتواء بعض الفقرات على حرق لبعض أحداث الألعاب السابقة!
كتابة القصة والسرد جزءًا هامٌ وجوهري في ألعاب Rockstar السابقة ولا يمكن التهاون به، حيث لازالت بعض مشاهد قصة Red Dead Redemption 2 تؤثر بنا إلى يومنا هذا، لاسيما نهاية آرثر مورغان، ومكافحته أثناء مرضه لحماية أصدقائه والمواصلة في هدفه رغم مشارفته على الموت، لذا على الشركة في Grand Theft Auto 6 أن تركز على أسلوب الكتابة المثالية المعهود لها والأداء التمثيلي والإخراجي الممتاز وطرح مجموعة مؤثرة وعميقة من الشخصيات كالعادة، لتأسر بها قلوب اللاعبين وتقدم قصة بنفس المستوى المعهود الذي نادرًا ما نراه في ألعاب الفيديو.
لكن من ناحية أخرى، فإن Grand Theft Auto 5 كانت لها بعض الجوانب السلبية فيما يتعلق بالقصة، حيث على الرغم من أن بعضَ قصصها كانت لا تُنسى على صعيد السرد، وأبطالها الثلاثة المتأزرين قدموا تجربةً ممتعة ومثيرة طوال فترة اللعب، لكنَّ قصتها بالمقارنة مع أجزاءٍ مثل San Andreas أو Vice City أو حتى GTA 4، كانت تفتقر إلى القليل من التأثير، لذا على Grand Theft Auto 6 الانتباه لهذه الناحية، وتجنب الوقوع في نفس المشكلة.
وفي الواقع قد لا نحصل على قصة أو مجموعة من الشخصيات التي سيكون لها هذا النوع من التأثير الهائل الذي أحدثته Red Dead Redemption 2 التي صدرت منذ خمسة منذ سنوات تقريبًا، باعتبار أن السلسلتين مختلفتين من ناحية الطابع تمامًا، حيث أنَّ RDR2 تميل لأسلوب القصص الأكثر ثقلاً والأكثر دراماتيكية، لكن مع ذلك لا شك بأن عشاق لعبة الأكشن والمطاردة المرتقبة سيأملون في أن تمثل Grand Theft Auto 6 خطوة ملحوظة للأمام بالمقارنة مع الجزء السابق في هذا المجال تحديدًا.
تقديم أسلوب لعب مثير وديناميكي وسريع في الاستجابة
تكلمنا عن أهمية القصة في ألعاب روكستار السابقة، لكن أسلوب اللعب وآلياته لا تقل أهمية عن ذلك إن لم تكن أهم من القصة للكثير من اللاعبين!، وفي الواقع لم تفشل Rockstar أبدًا في إثارة أشد إعجاب اللاعبين في هذه الناحية على مر السنين، ولكن على الرغم من كل نقاط القوة التي تمتلكها، إلا أنَّ مجال التحسين ما يزال مفتوحًا أمامها، ونحن لا نتحدث هنا عن العالم مفتوح إذ لا يوجد من يضاهي العوالم التي تبتكرها بإبداع، وليس لدينا أدنى شك في أن لعبتها القادمة ستضع معايير جديدة لما نعرفه عن ألعاب المفتوح، لكننا نتحدث تحديدًا عن المهام وكيفية تصميمها في عالم اللعبة.
حيث ضمت كلٌ من Grand Theft Auto 5 و Red Dead Redemption 2 بعض المهام المذهلة، التي قدمت لنا أكثر التجارب تشويقًا على الإطلاق في ألعاب الفيديو، لكن رؤية Rockstar في استمرارها بتصميم المهام التي لا تسمح لك بالانحراف عن المسار المكتوب ولو قليلاً قد يكون محبطًا بعض الشيء للكثيرين حيث وصفه البعض بالأسلوب القديم، وهو أمر نأمل أن تتجنبه في لعبتها القادمة Grand Theft Auto 6.
وهناك شيءٌ آخر يستحق التطرق إليه وعلينا ألا ننساه وهو عناصر التحكم، والتي تعرض كلا الإصدارين الرئيسيين الأخيرين من Rockstar لانتقادات بسببها، حيث أن شعور اللاعبين بالثقل أثناء التحرك بالشخصيات والشعور العام بتأخر إدخال الأوامر هو شيء أصبح شائعًا ونموذجيًا مؤخرًا في بعض الألعاب ضمن هذه المرحلة، وقد وجه الكثيرون انتقادات مفهومة إلى هذا الجانب للمطورين، لذا السؤال هنا هل ستكون الحركة في GTA 6 أكثر سرعة واستجابة؟!
تقديم حجم محتوى كبير لطور اللعب الفردي
ولعلَّ الدرس الأكبر الذي يأمل الكثيرون أن تتعلمه Rockstar من لعبتيها الأخيرتين هو عدم التقليل من قيمة محتوى طور اللعب الفردي الذي سيحصل عليه اللاعبون بعد الإطلاق مباشرةً، حيث قدمت الشركة سابقًا في ألعابها GTA 4 والجزء الأول من Red Dead Redemption بعض التوسعات الكبيرة التي نجحت نجاحًا باهرًا، لكنها لم تفعل الشيء نفسه مع ألعابها الأخرى التي صدرت بعده، إذ اقتصرت التوسعات على أنماط أو إصدارات اللعب الجماعي مثل Theft Auto Online.